بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الرزاق الكريم ، وصلاة وسلاماً دائمين على خير المرسلين ،
أما بعد ،
فإن من يدخل سوق العملات العالمية يمني نفسه ، أول مايدخل ، بالثراء الفاحش من أول يوم ، ويعد نفسه لحمل الأرباح الطائلة من مبالغ متواضعة ، فإذا باشر العمل في الحساب الحقيقي مهما كان متمرساً في الحسابات الوهمية خسر مرة ومرتين ، ثم إذا كان نفسه قصيراً خرج يجر أذيال الخيبة ، ويعيب على السوق وتقلباته ، ويلوم غير نفسه . وقد يكون نفسه طويلاً ، فيصبر وكلما خسر أضاف رصيداً جديداً لحسابه على أمل أن يكسب يوماً . وإذا تأخر هذا اليوم خرج مفلساً ولعن السوق ولم ينظر تحت رجليه ليرى لعل سبب الخسارة المضارب لا السوق . هذا جانب من المضاربين ، ومن هذا الصنف رأينا نماذج رفعت في المنتديات الراية البيضاء وهي تنسحب من السوق .
ثم يأتي على الجانب الآخر من الطريق مضارب ذكي عاقل ، فهم السوق أو أفهم له ، فاستمر في المضاربات على الحسابات الوهمية ، وقبل ذلك وأثناءه وبعده استمر في الدراسة والبحث حتى اكتملت له صورة واقعية عن السوق ، وقد اختبر أسلوباً للعمل أو استراتيجية بعد أن قتل الموضوع بحثاً ، إذا به يرى نفسه مستعداً للمضاربة على الحسابات الحقيقية ، فيفتح حساباً مصغراً يبدأ فيه بجس نبض السوق ، وباختبار مدى تحمله للعمل تحت ضغط الحرص والمغامرة ، فكسب مرة وخسر مرة أخرى ، ثم توالت عملياته بين الكسب والخسارة ، حتى اطمأن إلى أن عملياته الناجحة تزيد على عملياته الفاشلة ، وحسابه يزيد ، فأضاف لحسابه المصغر مبلغاً يسمح له بزيادة المخاطرة مع الالتزام بالقواعد التي عمل عليها في الحساب المصغر ، واستمر نجاحه حتى استطاع أن يكسب من المتاجرة مبالغ تجعله مضارباً ناجحاً في السوق .
Bookmarks